جعفر مصطفى عبد الرحمن جعفر العسكري النعيمي (15 سيبتمبر 1885- 30 أكتوبر 1936) سياسي وعسكري عراقي. كان رئيسا للوزراء في العهد الملكي في العراق. أسس الجيش العراقي وأشرف شخصيا على تسليحه. يحمل لقب العسكري نسبة إلى عسكر في كركوك
ولد محمد جعفر العسكري في بغداد في 15 سيبتمبر 1885. كان والدهُ مصطفى عبد الرحمن المدرس ضابطاً في الجيش العثماني برتبة قائمقام (عقيد)، اشترك في الحرب الروسية – التركية عام 1877، وقد أنجب خمسة أبناء كان جعفر رابعهم. ولم يكن لقب العسكري الذي لحق بهِ نسبة إلى مسلكهِ في الجيش وإنما نسبة إلى سكن عائلتهِ في قرية عسكر القريبة من كركوك، حيث انتقل إليها جدهِ الأكبر عبد الله المدني النعيمي[7] من المدينة المنورة في القرن السادس عشر الميلادي، فهو من أصل عربي من المدينة المنورة. ثم انتقل والدهُ إلى الموصل وسكنها بعد إحالتهِ على التقاعد، ولما أكمل جعفر الابتدائية قرر أبوهُ أرسالهِ إلى بغداد مع أخيهِ هادي، لإدخالهِ المدرسة العسكرية فيها، ولعدم وجود مدرسة عسكرية في الموصل، وتوفي والدهُ في الموصل بعد سفر جعفر ببضعة أشهر، فنشأ يتيما ورباه إخوتهِ.
سافر إلى إسطنبول عام 1901 بعد أن أتم دراستهِ الإعدادية في بغداد، للدراسة في المدرسة العسكرية هناك وتخرج منها عام 1904 برتبة ملازم ثان، وحارب مع العثمانيين في حملة عام 1905، ولما عاد منها أُرسل مع الجيش السادس إلى حملة لإخضاع بعض العشائر الثائرة من بني لام والبو محمد المنشقة على بعضها. وعلى أثر إعلان الدستور العثماني في تموز عام 1908 قررت الحكومة العثمانية إدخال بعض الإصلاحات للجيش العثماني وإرسال بعثات عسكرية من الضباط الذين يتم انتخابهم بطريقة المسابقة للتدريب والدراسة في ألمانيا، وكان جعفر الملازم الأول في فوج الأعظمية بين أعضاء البعثة الأولى وقد قضى السنوات من عام 1910 إلى عام 1912 في برلين وكارلسوه.
في عام 1913 نشبت الحرب بين الدولة العثمانية ودول البلقان فتلقى الموفدون في أواخر عام 1913 أمراً بالعودة إلى تركيا فوراً للالتحاق بوحداتهم، وبعد انتهاء الحرب عُيِّن معلما في مدرسة الضباط التي تأسست في حلب، وبعد ثمانية أشهر فاز في امتحان دخول مدرسة الأركان الحربية، فتوجه إلى إسطنبول مرة أخرى، وفي تلك الأثناء أعلنت الحرب العالمية الأولى، ودخلتها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا، وفكرت الحكومة العثمانية في تقوية الجبهة السنوسية في ليبيا بقصد التضييق على الإنكليز في مصر من الغرب، بينما كانت القوات الأخرى تهاجمها من فلسطين في الشرق.[9] فعين جعفر بالجيش السادس في بغداد أثناء الحرب العالمية الأولى، وذهب إلى ليبيا لإقناع السنوسيين ومعرفة شروطهم للانضمام إلى تركيا في الحرب وقاد هجوما على الإنجليز في ليبيا ووقع في أسرهم.
وعند قيام الثورة العربية الكبرى شارك فيها قائدا للجيش الشمالي بإمرة الأمير فيصل بن الحسين واستبسل في الحرب مع الثوار العرب. انضم هو وزوج أخته نوري السعيد إلى لورنس العرب في معاركهِ ضد العثمانيين. وحصل على وسام القديس ميخائيل ووسام القديس جورج ونال وسام الصليب الحديدي الألماني عام 1915، ودخل مع الملك فيصل إلى دمشق وكان الحاكم العسكري في الحكومة الفيصلية في عمان ثم حلب ثم كبير أمناء الملك فيصل وشارك في حكومة علي رضا الركابي، وتولى منصب وزير الدفاع مرتين من عام 1923م حتى عام 1924م، ومن عام 1926م حتى عام 1928م، في حكومة ياسين الهاشمي واشترك في مؤتمر القاهرة بين العراقيين والإنجليز، ومثل العراق في مؤتمر لوزان وكانت لهُ أفكار قومية عربية. في عام 1935 أصدر رسالة بعنوان آراء خطيرة في معالجة شؤون العراق العامة وتسلّم رئاسة مجلس النواب مرتين.
تقرر إرسال جعفر في غواصة ألمانية من الدردنيل إلى برقة. وهو يصف في مذكراته هذه السفرة المحفوفة بالمخاطر، ووصوله إلى مضارب السنوسي، ثم يتحدث عن السنوسيين وعاداتهم، وموقف السنوسي من الحرب، واصراره على تزويده بالمال والسلاح لمواصلة عملياته ضد الإنكليز. ويروي كيف تطوّع للعودة إلى مصر متخفياً بزيّ أحد الاخوان السنوسيين، متظاهراً بالسفر إلى الحج، ثم يصف بقاءه في الإسكندرية لمدة عشرة أيام، واتصالاته بالإنكليز خلال هذه المدة من دون ان يعرفوا هويته الحقيقية، ثم مغادرته على ظهر باخرة ايطالية إلى المياه العثمانية في يافا، ثم إلى القدس لمقابلة جمال باشا، قائد الجيش الرابع، ثم تحميله الاسلحة إلى السنوسي على سفينة شراعية، واقلاعه من بيروت مستصحباً معه ثمانية جنود من أبناء العرب في هذه الرحلة المحفوفة بالأهوال، ووصوله سالماً إلى ميناء بورت سليمان، ومحاولاته لاثارة السنوسي على البريطانيين، وبدء المعارك والحركات العسكرية في ليبيا، بينها «واقعة وادي ماجد»، و«واقعة بئر تونس» واخيراً «واقعة العقاقير» التي سقط فيها جريحاً، فأسره الإنكليز.
عتقل جعفر العسكري في معتقل الاسرى في المعادي، وهناك فكر في طريقة للهرب من المعتقل، فتمكن من اقتلاع قضبان الحديد من أحد شبابيك القلعة، ثم عقد «بطانيات» عدة ببعضها بعضاً، متخذاً منها حبلاً تدلى به ليلاً من الشباك ولكن «البطانيات» لم تحتمل ثقل جسمه لضخامته، فانفرط عقد احداها، وسقط جعفر على الأرض واصيب برضوض وجروح، والقي القبض عليه في منتصف الليل، وأعيد إلى المعتقل.
في عام 1936 وقع انقلاب بكر صدقي فذهب لإحباط الانقلاببيين وإقناع بكر صدقي بالعدول عن انقلابه فقتله بكر صدقي في أراضي ديالى ودفن عام 1937 بالمقبرة الملكية في بغداد.
قال الكاتب نجدة فتحي صفوة: (خّلف جعفر العسكري مذكرات مخطوطة أعدها باللغتين العربية والإنكليزية، لكن الأجل لم يمتد به لانجازها ونشرها، تاركاً مرحلة طويلة ومهمة من سيرته من دون أن تدون، فقد توقف في الفصل الذي تحدث فيه عن تعيينه حاكماً لحلب بعد احتلال سورية في سنة 1919. وكانت المذكرات ركاماً هائلاً من الأوراق باللغتين العربية والإنكليزية، وبقيت عند نجله الأكبر طارق الذي كان ينوي اكمالها ونشرها، فلم يمهله الأجل ايضاً. فتفضل حفيده جعفر طارق العسكري، باطلاعي عليها، فعنيت بتحقيقها تمهيداً لنشرها. وقد رأيت من المفيد أن ألحقها بسرد موجز لسيرة جعفر العسكري من الفترة التي توقفت عندها المذكرات حتى مصرعه الأليم في سنة 1936، وهي فترة عمله في العراق. وقد نشرت المذكرات باللغة العربية في سنة 1988. وفي السنة الماضية رأى أحفاد جعفر العسكري نشر مذكرات جدهم باللغة الإنكليزية أيضاً، تحقيقاً لرغبته، وحرصاً على اطلاع القراء بتلك اللغة على نطاق أوسع. وعني حفيده مصطفى طارق العسكري بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية مع الملحق الذي أضفته اليها، وأسهمت مرة أخرى في تحقيق الطبعة الإنكليزية مع الباحث والناشر البريطاني وليام فيسي، وصدرت الطبعة الإنكليزية بعنوان: «قصة عسكري: من الحكم العثماني إلى العراق المستقل». وذكر الكتاب بالتقدير بين أهم الكتب الصادرة عن الشرق الأوسط خلال السنة الماضية. وكان ذلك تخليداً لذكرى شخصية مهمة بل فريدة في تاريخ العراق الحديث، ورجل قدّم لأمته وبلاده خدمات جليلة).
- جعفر العسكري
- جعفر العسكري
محمد حسن عبد القادر كبة ولد عام 1891 في بغداد وتوفي عام 1964، هو سياسي عراقي شغل مناصب وزارية مختلفة في العهد الملكي في العراق.
سليمان فيضي بن داود (1302 - 1370 ه / 1885 - 1951 م) هو حقوقي وأديب عراقي من الموصل.
عز الدين مصطفى رسول هو أكاديمي وباحث وكاتب عراقي بارز، يُعتبر من أبرز الشخصيات في مجالات الأدب والنقد والدراسات اللغوية في العالم العربي. ترك أثرًا عميقًا في الساحة الثقافية العراقية والعربية بفضل إنتاجه الفكري الغزير وتحليلاته النقدية.